قسوة الحيــــــاة ..

تركتُ الحياة للذين يعشقونها

فلستُ أبالي إن عشت

أو رضيتي عني

فالموتُ عندي أرحم من عيشتي هذه

فلتذهبي أيتها الروحُ إلى بارئكـ ...

الإنسان ما هو الإ كتلة من المشاعر والأحاسيس ..تلك الأحاسيس 

التي ننسى مذاقها .. قد لا نشعرُ بها لموتها ...

أن تحس بعطف الأهل .. حنان الأم .. الأب .. الأخت .. الأخ .. بالنسبة لي ..

قد مر عليه دهراً من الزمن ...

سنوات قد طالت .. لقد اشتقتُ لذلك الإحساس .. كضيف افتقدته منذ زمن بعيد

مر عليه سنوات ..

نعم لقد اشتقت

لذلك

الصوت الحنون

الحضن الدافئ

الحنين ..العطف ..الحب .. الدفء ..الهدوء .. السكينة 

تلك ما هي الإ هواجس .. جزءاً من أحلامي الوردية ..

تلك الأحاسيس التي مر عليها سنواتٌ من الاحتضار .. ذلك الواقع الأليم

بنظري بأنني سأبقى الابنة البكر لأبي وأمي ... 

طالما سعيتُ بأن أحسن من صورتي و أجملها ... التي ما زالت بنظرهم هماً 

كبيراً لأنني البكر ... طالما سعيت و تمنيت بأن أحس بتلك الأحاسيس  

 ولكن دون جدوى .. 

فصعوبات الحياة تلهينا .. تنسينا أعز ما نملك وهي أن نشعر بحنان 

ودفئ من وهبوا لنا الحيــــــــــاة ...

لا أنكر بأنني مراراً قد لعنتُ ذلك اليوم ... يوم مولدي ..

لأنني فقدت أي ذرة احساس بأن يتغير ذلك الواقع الذي أخبأه بين خفايا نفسي

أن تحس َ بأنك محروم ... فهذا أصعب شعور على الإطلاق قد تحسُ به ..

أذكرُ ذاك الشاب الذي فقد والده منذُ كان في الخامسة عشر من عمره ..

بقي حتى اليوم وما زال .. يعيشُ ظلمات الأيام المرة .. و يلعنها ..

حسرت الليالي المعتمة .. شقى الساعات .. احتضارُ اللحظات ..

كل ما أتذكره ..أحمدُ الله كثيراً على وجود والديّ حفظهما الله .. 

رغم أنني اشتقتُ لذلك الاحساس ..

على أمل أن يتغير ذاك الواقع ..