الجمعة، 1 يوليو 2011

مذكرات شتاء 2010 ...

28/12/2010
بعد يوم على الذكرى الثانية للحرب على غزة
الساعة السابعة والنصف صباحاً .. أذكر بأنني قد مشيت من ذاك الطريق بخطوات متثاقلة .. بصمت دبّ أنحاء جسدي المغدور .. منهارة .. لا أعلم اين أذهب غير ذلك الرجل الذي أوقف سيارته و قال لي ذاهبة إلى الجامعة ؟ فقلت نعم الجامعة .. لا أعلم كيف حبستُ دموعي عن الانهيار وانا في السيارة ... عند وصولي إلى الجامعة ولم يبقى الا دقائق وتبدأ محاضرة الاتوكاد لم استطع الانتظار كثيرا .. وعند رؤيتي لصديقاتي أجهشت بالبكاء بشدة ... لقد اراحني البكاء كثيراً...
لقد كان من واجبي أن انظم احتفالاً في المدرسة التي أتدرب بها .. احتفالاً بمناسبة الذكرى الثانية للحرب على قطاع غزة وبمناسبة المنصب الجديد الذي ارتقيتُ به .. وبالفعل لقد مضيتُ كم اسبوعاً وانا أدرب طالباتي لذلك الاحتفال .. ساعات رائعة قضيتها مع طالباتي الجميلات , نرتب و نتدرب لذلك اليوم من فقرات متنوعة مسرحية و دبكة و اناشيد متنوعة ..عشر فقرات متنوعة لمدة أكثر من ساعة ... وجاء ذلك اليوم وحدث الذي حدث ... بعد عشر دقائق من قراءة جزءاً من المقدمة وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار رحمهم الله برحمته وأدخلهم فسيح جناته , بعض لحظات رفعت مديرة المدرسة المايك وقالت لقد تم إلغاء الاحتفال !!! سمعتُ عبارتها القاتلة ظننتُ بأنني قد أخطأت السمع يومها !!... لا أعلم كيف دبّ الهدوء في قلبي ولم أفعل شيئا غير الصمت .. والذهاب إلى غرفة المديرة لماذا كل هذا !! ما الذنب الذي أخطأناه ليتم إلغاء الاحتفال ؟ قالت لسبب خاص بالمدرسة نفسها.. فأنا سكتُّ .. فقلت هل تسمحينَ لنا بأن نقوم بالاحتفال في وقت الفراغ المدرسي .. لقد رفضت رفضاً قاطعا أن يتم الاحتفال ...!!
رجعتُ إلى غرفة التدريب لا أعلم ماذا أقول لطالباتي .. كيف سأنظرُ إلى وجوههم البريئة بأي خبر سآتيهم ... لم أشعر بالضعف بحياتي إلا في هذه اللحظة التي كانت لحظة مميتة بالنسبة لي ...
أجهشت بالبكاء أمام صديقاتي  .. ليس بسبب الاحتفال الذي لم يتم .. لأنني متعودة كثيرا على أن أقوم بالتخطيط للاحتفالات ... بل بكيت لرؤية دموع طالباتي .. رأيت الحسرة في عيونهم .. الألم .. ملامح لا أعرف كيف أعبر عنها ... اسبوعين من التعب و التدريب والفرحة التي رسمت على وجوههم ... ماذا يبقى بعدما ينكسر شيئاً جميلاً أو حلماً لدى طالبة في عمر الوردة 14 سنة .. 13 سنة .. 12 سنة ... لا أعلم كيف سمحت مديرة المدرسة لنفسها بأـن تكسر تلك الفرحة .. فعلاً لا أعلم حتى حروفي لا تستطيع أن تصف ذاك المشهد المؤلم ...
لم يبقى في نفسي أي ذرة من الصبر بأن أكمل ذاك الطريق وبعد اسبوعاً تقريباً أعلنت استقالتي من ذلك المنصب ...
نعم لقد استقلت ليس لأنني لستُ أهلاً لذلك المنصب ... بل لأنني لا أريدُ أن ازرع البسمة والفرحة على وجوه من أحببت و في النهاية أحصدُ الندم و الألم ...
استقلت رغم أنني على قدر من المسئولية و هم يعرفون ذلك ... و لكن الضغوطات التي حولي المدرسة .. الجامعة ... البيت ... جعلتني استقيل ...
بأن أرى مستقبلي الجامعي امام عيني ّ سيدمر ... بأن أصبتُ  بصدمة من سوء تصرف معلمة في المدرسة التي كنتُ أتدرب بها ...
استقلتُ رغم ان ذاك المنصب كان أول خيطاً.. أول بداية لأحقق ذلك الحلم الوردي الكبير ..^_^

هناك 6 تعليقات:

  1. ذكريات جميله هتفضل اكييد في كتاب الحياااااه.. رغم األمها وومرها الا انها ستبقى في ذاكرتك وايام لن تنسيها من حياتك.. ولكن يبقى السؤال هل تعلمنا من هذه المواقف التي مرنا بها وما تركته من اثر عل حياتنا وكيفيه التعامل مع الدنيا من بعد مواقف ممرنا بها..؟؟؟ وهل نجحنا في عدم تكراارها ؟؟؟ واعتقد انك خير من يتعلم من مواقف حياتييه وتتعلمي من ذكرياتك المريره لانك تعودين دائما اقوى مما كنت عليه في ضل هذه المواقف الاليمه....

    ردحذف
  2. الحمدلله يا محمود أنت اكثر واحد عارفني وهالشئ ما زادني الا قوة ... بكفى وجودك جنبي يا اخويا ^_^

    ردحذف
  3. والله ماذاك اليوم ببعيد
    أشعر وكأنه كان البارحة لما له من وقع سيء في نفسك وفي نفوس الطالبات الأميرات ,لقد تجبرت الناظرة بهذا القرار واتخاذها اياه لسبب تافه تعرفين ماهو , لعله خير
    عندما.
    عندما يقسم الله الاقدار ولا يعطيني ما أريد .....فأنا واثقة بأن الله سوف يعطيني الأجمل والأكمل

    ردحذف
  4. الحمدلله يا ياسمين اايام وعدت وانتي بجانبي سندي و قوتي :)

    ردحذف
  5. حبيبتي شيمو انتي من اجمل الورود والذكريات التي زينت ايام حيااتي بعبير رائحتها

    ردحذف
  6. تسلمي يا مرام الله يخليكي وانتي رفيقتي بالتخصص والله راح اشتاق الكو كلكم :)

    ردحذف

لتواصل على اميل sungaza2007@hotmail.com